لم يكن التصوف في الأندلس نزوعاً سلبياً يقوم على اعتزال الناس واجتنابهم وعدم الاكتراث بأمورهم، ولكنه كان إيجابياً نشطاً وفعّالاً في المجتمع الأندلسي، اهتم الصوفية من خلال التزامهم بالتصوف كأسلوب في السلوك والأخلاق بشؤون مجتمعهم وساهموا في حركته الحياتية كما اهتموا بحياة الناس وأحوالهم، فكانوا يعلّمون أهل الأندلس أمور دينهم ويدافعون عنهم ويتصدّون لمظالم الحكّام، ويشجبون في غير لين وهوادة الظلم والاضطهاد الذي مارسه أولئك الذين تولوا الوظائف الرسمية، وما رصدته مانويلا مرين في دراستها عن الزهاد الأوائل في الأندلس رفضهم تولّي الوظائف العمومية مثل القضاء، وتجنّبهم الاتصال بأولئك الذين يمثلون السلطة السياسية، بل في كثير من الأحيان حينما تبعث السلطة بممثل لها إلى باب الزاهد أو المتصوف، يتركهم ينتظرون ويعاملهم معاملة غيرهم من العوام.
قراءة و تحميل كتاب موقف ابن القيم من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والصوفية PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة (129 ملفات ورد) PDF مجانا